البصيرة

يلجأ في العادة علماء النظرية الداروينية وغيرهم من دعاة الإلحاد إلى إثبات منطقهم اللامنطقيّ بشواهد حول العشوائية والعبثية الموجودة في الكون، والتي لا يرون لها تفسيرًا علميًا، فيأتي عالم الكيمياء (ماركوس إيبرلين) ليدحض كلامهم من حيث انتهوا، ويُظهر بلغةٍ علميةٍ حاذقة عميقة وخالية من الغموض بعض النظريات والأفكار التي تقود إلى جعل العشوائية جزءًا من منظومة نشأة الكون وخلقه، وأنها سببٌ أساسٌ في التكاثر والوصول إلى النسق المنتظم في الكون والطبيعة، والتي اعترف الملحدون أنفسهم بعجزهم عن تفسيرها حتى الآن.

وينتقد هذا الكتاب بترجمته المميزة للمترجم سامر ماميش الكثير من التفسيرات الخاطئة التي وصلوا إليها، ومن أبرزها عجزهم عن تفسير نشأة الكون بدايةً وما قبل الانتخاب الطبيعي الذي يؤمنون به، والعمليات الكيميائية في أغشية الخلايا، وغيرها الكثير من القضايا التي تحتاج كما يقول لمعجزةٍ إلهية كونية، وقد وصل لهذا المنطق كثيرٌ من علماء الداروينية وآمنوا به.