الخطاب المقاصدي في الفكر العربي المعاصر

إن هُناك غايات نبيلة من أجلها سنّ الله شرائعه، وأنزل كُتُبَه، وأرسل رُسُله لتحقيقها، وهذه الغايّات لا تقتصرُ على دين الإسلام وحده، بل هي مقاصد كونية تصلح لأن تكون أساسًا لأيّ حوارٍ عقائدي، ونظرًا لأهمية هذا العلم عَمَدَ العُلماء على إفراده بعلمٍ مُستقلٍّ وأسموه حديثًا بمصطلح “علم مقاصد الشّريعة”، وكان قد أُدرج هذا العلم قديمًا تحت علوم الفقه والأصول، ، وفوائدُ تعلّمه كثيرة نذكرُ منها العمل على فهمِ النصوص الشرعية ودلالاتها، ويُعرّف المؤلف في هذا الكتاب هذا العلم بشكلٍ مُفصّل ومتى نشأَ، وما الحكمة من إفراده وضرورة تعلّمه للأجيال، وذكر أقسام ومراتب وضوابط المقاصد الشرعية حسب المصالح التي جاءت من أجلها بأسلوبٍ يجاري به العقل.