الدليل العقلي في التفسير

لقد ميّز الله سبحانه وتعالى الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل، إذ جعله الوسيلة التي تقوده للمعرفة، ويقوم بدوره في فهم وإدراك وتمييز الأمور، فقد دعانا الله إلى إعماله في التفكّر والتدبّر بكتابه ومخلوقاته، وإن المُطالع لسِيَر الصّالحين يجد أنّهم أولوه اهتمامًا كبيرًا، وقد جعله العلماء أحد أهمّ الدّلائل في تفسير القرآن ومن ضمن العلماء والمفسرين الشّيخ ابن جرير الطّبري، وهذا الكتاب يعرض ثلاثة مباحث لدراسةٍ تحليليّة في منهج ابن جرير العقليّ في التفسير، حيث يعمد في المبحث الأول من الكتاب لشرح أهمّية هذا الدليل العقلي عند الشّيخ، ويعدّد أنواع الأدلّة التي استخدمها، وكمّ ورودها في تفسير الشيخ، ويوضّح الضوابط التي استخدمها في تفسيره، ثمّ يشرح في المبحث الثاني دليل السّياق، فيعرّفه ويذكر أقسامه، ثمّ يختم في المبحث الثّالث بتوضيح دليل النّظائر.