الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان

يقدّم لنا الكتاب دراسةً ناقدةً للفلسفة المادية الكامنة خلف العديد من الفلسفات الحديثة، التي شكّلت رؤية العالم المعاصر للتاريخ، فهو يشرح مفهومها وكيف أعمت العالم حتى انقاد لها، ويبيّن ضعفها وضرورة الابتعاد عن التقليد الأعمى للآخر، كما يفرّق بين الظاهرة الطبيعية والإنسانية، ويقارن بين مفهوم العقل والمادة وسمات العقل المادي الذي ما هو إلا أداة للنموذج الإنساني الكامل.

ويناقش بعض التجليات التاريخية للفلسفة المادية، وينتقد العلمنة وشخصنتها وهيمنتها على الإنسان وتنميطها له، ويختم في الفصول الثلاثة الأخيرة حديثه عن نهاية التاريخ وكيف يرى الماديون سيطرتهم وتشييئهم للإنسان في ظل التكنولوجيا، إضافةً لحديثه عن العنصرية الغربية في عصر ما بعد الحداثة، وأخيرًا يصف مدى الإبادية في المادية ورؤيتها التي تفكّك الإنسان وتُفنيه في نهاية المطاف.

وقد جمعت الدراسة بين التنظير والنماذج المعرفية، واختارت تجارب متنوعة وتحليلاتٍ عميقةٍ بلغةٍ سهلةٍ ومنظمة، تُيسّر على القارئ فهم الحقيقة الخفية للفلسفة المادية.