المحدثون والسياسة

كتب أحدهم رسالةً يطعن فيها بالسنة النبوية، ويعتبرها وليدة نزاعاتٍ سياسية بين الأمويين والعباسيين، وأنها ليست السنة الصحيحة، ومن هنا انطلقت شرارة كتابة هذه الأطروحة للدكتور إبراهيم العجلان، وقد ذهب لتتبّع هذه الطعون، فبدأ بتمهيد تناول فيه موقف المحدثين من الكذب وأثره في الجرح والتعديل، ثم يبدأ الباب الأول بالعلاقة بين المحدثين والسلطة السياسية، فيثبت بالتفصيل أن المحدثين كانوا جماعة من البشر ولم يكونوا كتلة سياسية أو مذهباً سياسياً، فمنهم من تعاون مع السلطة في المصالح العامة للأمة، ومنهم من اعتزلها، كما وناقش المؤلف في الباب الثاني الأثر السياسي في الرواية، وناقش في الباب الثالث: المتون والمسائل الحديثية المتصلة بالسياسة، واقتصر على الصحيحين كنموذج لهذه المتون، ثم جاء الباب الرابع، الذي هو أوسع أبواب الكتاب، وهو صلب البحث وقلبه، وفيه المناقشة التفصيلية للطعون في السنة والمحدثين من جهة السياسة، فناقش الطعون والدعاوى العامة، ثم فصّلها، وأخيرًا تناول الرواة الثقات الذين طُعِن فيهم بالتهمة السياسية.