الوادي المعلق في السماء

بلغةٍ أدبيةٍ راقية وتفاصيل معبّرة وأحداثٍ شائقة تأخذك تفاصيل هذه الرواية نحو الخيال العذب مع شخصيّاتها الباحثةِ عن الحلم وتحقيق الذات. سامي الباحث عن هدفٍ سامٍ، الجبل العظيم والحكيم الذي يسكنه، الوقت الضيّق والسعي الحثيث، والرسالة النبيلة التي يحملونها، وتفاصيل أخرى يستلهمها القارئ حين يغوص في عمق المعاني، ويتتبّع الأحداث من بدايتها حتى نهايتها.

وتدور أحداثها حول رحلة رجلٍ يبحث عن والدته المفقودة في وادٍ بعيد ليتفاجأ بأن الكثيرين قد ضاعت أحلامهم وذهبوا هناك ليبحثوا عنها، وقد حملت الرواية بُعدًا علميًّا خياليًّا، بالإضافة للطابع التراثي والإسلامي والتاريخي النابع من ثقافتنا النبيلة، والتي مزج بينها الأديب مشاري الإبراهيمي بذكاءٍ وقدرةٍ بلاغيةٍ تُعزّز القيم وتشحذ الهمة، ممّا يؤهل الرواية لتكون مناسبةً للفئة العمرية الواعدة، بالإضافة للرمزيّة العالية والدلالات غير المباشرة التي يستمتع القارئ وهو يفكّ شيفراتها المتتالية.

في نهاية الرواية يبدو لك أنها واقعيةٌ في ثوبٍ من الخيال، وأحداثها البسيطة تتراكم لتؤدّي بك للعمق والأفكار التي يحملها كلّ إنسانٍ في حياته اليومية، كما أنها مليئة بالحِكم والرسائل الدينية والأشعار التنموية التي تصلح لأن تكون لافتاتٍ نرفعها في الحياة.