بؤس التلفيق

الكتاب يمثّل نقدًا موضوعيًّا لشخصيةٍ أثارت جدلًا واسعًا بأفكارها الغريبة وتأويلاتها المتناقضة لآيات القرآن الكريم وأحكام الإسلام، خاصةً ما يتعلق بالمرأة واللباس الشرعي والالتزام بأقوال الفقهاء والمحدّثين، وهو الدكتور محمد شحرور، فهو يرى إمكانية قراءة القرآن برؤيةٍ معاصرة تتنكّر لأسباب النزول والأوامر والنواهي الواضحة في الآيات، بحجّة أن القرآن قابلٌ للتجديد، فيُخرج المعاني من مضمونها، بالإضافة لتفضيله لآراء داروين والفلاسفة ومفكّري الغرب.

ويردّ عليه الدكتور يوسف سمرين بأسلوب موجزٍ دقيقٍ مع بعض التهكّم الذي لا يخرج عن طور الحجة والبرهان، ويخلُص إلى أن معظم آراء شحرور لم تكن سوى أفكارٍ لمدارس ومذاهب متفرّقة، ويبيّن الغلط والتناقض الذي وقع فيه، ويرى آراءه محاولةً لنزع القرآن من صدور المسلمين، والتشكيك بالسنة النبوية والسلف الصالح، ويدعو إلى نشر الوعي بخطر أمثاله على الشباب، وأن الدين يؤخذ من مشاربه الحقيقية لا من دعاةِ التنوير المتستّر خلف التجديد الزائف.