تميز المؤمنين – رؤية قرآنية

إنّ من أسمى الغايات وأجلِّ النعمات في زمن انتشار الفتن والشّهوات، والتي تموج بالنّاس في بحورٍ من الظُّلمات المُهلكات، هو أن تعرف دينك الحقّ، وأن تعرف سبيل المؤمنين لتنجوَ وتفوز بالجنّات الغاليات، ومعرفة ذلك لا تكون إلا بإبانة معالم الشُّبهات التي يسلُكُها المجرمون، ومعرفةُ ما يقومون به من تخطيط وكيدٍ ومكرٍ وخداع، حتّى نكون على درايةٍ ويقظة عند التّصَدّي لحملاتهم الشرسة على الإسلام، فالأشياءُ لا تُعرفُ إلا بضدّها، ومن غير اللائق بالمؤمن الذي يواجه أعداءَ الدّين أن يجهل أحكام الله فيهم، أو أحوالهم، وهذا الكتاب يُبيّن لك تَميّز المجرمين وسبيلهم، ليظهر لك تمَيّز المؤمنين وسبيلهم، ويرسّخُ في قلبك الاعتقاد اليقينيّ بأنّك على الحق، وأنّ الذين يعادون الإسلام هُم على الباطل، ويتناول البحثُ عدّة أمورٍ من بينها تعريف المجرمين في سياق القرآن، وأسباب كونهم مجرمين، وصفاتهم، وطبيعة الإجرام المُعاصر، ثُمّ يوضّح موقف المجرمين من المؤمنين في الدنيا، وموقف المؤمنين منهم في الدنيا والآخرة، ويُبيّن مصير المجرمين، ثم يعرضُ نموذجين من المجرمين هو قوم فرعون وقوم لوط، ويختمُ بعرضِ النّعيم الذي أعدّه الله للمؤمنين في الجنّة.