حصاد الغرور

لا يلبث شيخنا محمد الغزالي يمدّنا بتأملاته حول العالم الإسلامي وواقعه الكئيب، وهو في كتابه يصف حالة البؤس والنكوص التي عاشتها الأمة الإسلامية خلال العشرين عامًا التي بدأت فيها دولة إسرائيل حتى عام النكسة، والذي يراه هزيمةً نكراء وليست مجرد هزيمة –كما يقول جمال عبد الناصر-، كما يوضح الحملات التي تعرضنا لها كجيلٍ جديد لتتشوّه مفاهيمنا الإسلامية، فصرنا نأخذ ما يعجبنا من ديننا ونترك ما لا يعجبنا، كما أصبحنا نعتز بقوميتنا ونسينا أن نعتز بتاريخنا الحق وبديننا، وكل هذا من إسقاطات الواقع وحال جامعة الدول العربية والتعليم والرعاية الصحية، وآثار الاستعمار والغزو الفكري عمومًا والذي لم يُكتب له التمكين لقوته بقدر ما كان ضعفًا واستكانةً من العرب، وتدور فكرة الكتاب الرئيسة حول مسألة أن وجود إسرائيل في قلب فلسطين وجودٌ له أسبابه وبواعثه الدينية، وليس غير ذلك، كما يحاول المؤلف تفنيد الآراء التي تُنحي الجانب الديني في التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويتميز أسلوب الغزالي بالصرامة في طرح الفكرة، والتنكيل بالمخالف، واستخدام الألفاظ القوية، والجزم والحزم في طرح الأفكار، وأورد فيه فصلًا عن القيم الروحية وفوضى الحلال والحرام.