ذائقة الموت

تُطالعك بداياتُ الرواية بمعلوماتٍ مكثفةٍ عن الموت ورهبته، بعد ذلك تبدأ وتيرة الأحداث بالتصاعد، بدءاً بطفولة (واثق) وهو بطل الرواية، مروراً بحياته الجامعية وحبّه لمنى، و من ثمّ مرحلة سجنه عقاباً له على اهتمامه بقضايا أمته، وانتمائه لبعض المبادئ الإسلامية التي تنبذ العدوان الأمريكي الصهيوني على العرب، أما النصف الأخير من الرواية فقد تضمّن رسائل واثق من السجن لمنى، وهي تحمل تفاصيل من الألم والعذاب الذي يُكابده البطل نفسيًاّ وجسديًّا، ويضعك الروائي الدكتور أيمن العتوم أمام بشاعة الظلم الشائع في بعض السجون العربية وأقبيتها المظلمة، وكيف تحوّلت حياة الشاب وتساوى مع الخائن والسارق والقاتل في زنازين لا تعرف الرحمة ولا تأبه بالدقائق والساعات، وبين تفاصيل من الألم والوجع ترسم اللغة لوحةً فنيةً بديعة من البيان والتعبير البليغ.