رواية مقهى بلا رواد

شعورٌ صعبٌ أن يكون بينك وبين زمانك فجوةٌ كبيرة، أن تعيش في زمانٍ لا تعرف فيه أبجدياته الإلكترونية من اتصالاتٍ وعالمٍ رقمي وأنظمة إلكترونية حديثة، بينما أنتَ ابن الراديو والمجلات والجرائد، والقصص المكتوبة وأحاديث الجيران وسمر العائلة، ودفء الأرض، هذا ما يعيشه بطل القصة العجوز أبو سليم، والذي كان متصالحًا مع نفسه ومنسجمًا مع حياته وطقوسه المفعمة بالنشاط والرياضة والعادات الصحية، إلى أن تغيرت الحياة ولم يعد يجد له مكانًا بين أحفاده وأهله، ، وقد حاول أن يكون جزءًا من تجديدات الحياة، لكنه عجز عن ذلك، فلجأ إلى مقهى بعيد هو ورفاقه كبار السن يتسامرون ويروون تفاصيل ذكرياتهم الغائبة، وكأنهم في غربةٍ عن الزمان والمكان، وقد أبدع الكاتب باختيار اللغة والأسلوب والصور البارعة في وصف المشاعر الدفينة للأصدقاء.