فكرة الافريقية الاسيوية في ضوء مؤتمر باندونغ

أدّى تعاقبُ الحروب العالميّة الطّاحنة بين الدّول في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالقارّتين الآسيوية والإفريقية على حدٍّ سواء، وخسارة كلٍّ من القارتين وضعفهما أمام أوروبا والولايات المتحدة، وعلى إثر ذلك عقدت القارّتان مؤتمرًا مُهمًّا في مدينة باندونغ الأندونيسية، وقد حضر هذا المؤتمر وفود تسعة وعشرون دولة أفريقية وآسيوية، ونوقش الوضع الرّاهن آنذاك، وتمّ وضع الحلول التي تصبّ في مصلحة القارتين، وهذا الكتاب للفيلسوف والمفكّر مالك بن نبيّ، يُناقش الأفكار والحلول التي خلص بها هذا المؤتمر، ويُبيّن أنه كان من الضروريّ انعقاده لشحذ الهمم، وتجميع الجهود من أجل النهوض مجدّدًا، ويرسم فيه المؤلّف الصّورة الجليّة للرجل الأفرسيوي -كما أسماه- في ظلّ الاضطهاد والاستعمار الغربيّ، وكيف ينظرون إليه نظرة العبد الضّعيف، ويبرز أهمّ مشاكله، ثمّ يعرض صفحةً من التاريخ القديم، ويُوصي بأنه يجب أن يقرر الإنسان الأفرسيوي المسؤوليّة، وكعادته يتناول مشكلة الحضارة، وكيف يُصبح هذا الإنسان مُنتجًا وفعّالًا في المجتمع من خلال تطبيق عدّة مبادئ، ثم يختم برسالة فكرة الأفرسيوية للتعايش في العالم، ويوضح موقف العالم الإسلامي وأوروبا من هذه الفكرة.