في صحبة الرسول ﷺ

إن من أجلّ النّعم، وأرفع المنن التي خصّ الله بها هذه الأمّة، وميّزها عن باقي الأُمم أن جعل لها في الإسلام رعيلًا من الصّحابة رضوان الله عليهم، فقرنهم خير القرون، وزمانهم أفضل الأزمنة، ولذا فإن التمعّن في سيرتهم، ومُطالعة تفاصيل حياتهم فيه أُنسٌ للنفس، وطمأنينة للقلب، وفي هذا الكتاب تلخيصٌ لحياة الصّحابة رضوان الله عليهم، يُوضّح المؤلفُ في بدايته طبيعة الحياة في مكة قبل إيمان الصّحابة حين أوحى الله له وقابله قومه بالاستهزاء والصّدود، ثمّ ينتقل إلى مرحلة دخولهم في الإسلام، وطبيعة حياتهم في مكّة، فيذكر بعضًا منهم مثل أبي بكر الصّديق، وطلحة، وآل ياسر، وغيرهم من الكرام، ثمّ يسرد أحداثًا متلاحقة من أيامٍ عصيبةٍ مرّت على الدّعوة، ورحلة الطّائف، والإسراء والمعراج، وبيعتي العقبة الأولى والثانية، ويُبرز المخاوف التي اعتلت قلوب قريش وزعمائها، ويتطرّق إلى المرحلة الأخرى في المدينة، وكيف آخى بين المهاجرين والأنصار، ويُعطي نماذج وصور من المؤاخاة، ويُبيّن كيف بنى الدولة الإسلاميّة بمساعدة عددٍ من الصّحابة أمثال عبدالرحمن بن عوف، وأبي طلحة الأنصاري، والصحابية أم سلمة، وغيرهم، ثم يتناول مرحلة ما بعد فتح مكّة، ومرحلة ما بعد موت النبيّ والخلافة.