في مدرسة الرسول ﷺ

تزخر سيرة النبيّ العطرة بالكثير من المواقف التربويّة والتوجيهيّة التي تستلهم عقول المُطالعين، وترشدُ قلوب التّائهين، فقد كان ﷺ يملكُ قُدرة عظيمة في تربية النّشء، وبناء الجيل الفريد، فما وطئت قدماه الشّريفتان بُقعة، ولا مكانًا إلا وترك وراءه عِلمًا يُنتفع به، أو غَرسًا مثمرًا، وهذا الكتاب الذي بين يديك يرسم لك تفاصيل المدرسة النبويّة الكاملة في مكّة والمدينة من عُلماء ومعلمين وطُلّاب، وتُبرز الدور المهم للمُعلّم القُدوة، والرّسول الأُسوة في تعليم الصّحابة رضوان الله عليهم، فقد كان حريصًا أشدّ الحرص على تبليغ الرّسالة بأكمل وجه، وتأدية الأمانة في أحسن صورة، ويتطرّق للحديث عن أفضل طُلّاب صنعهم على يديه، والمواد المنهجية والتّعليمية التي استخدمها في صنعهم، ويعرض نماذج من الطُلّاب المُختارين الذين حملوا الأمانة من بعده وعلّموها للأجيال اللاحقة، ويختم بعدّة توصيات من بينها دعوة عامّة لأن نكون نحن من ضمن تلك المدرسة العظيمة، حتّى نفوز بجنّةٍ رفيعة.