من أجل التغيير

خلّف الاستعمار الغربيّ للبلاد العربيّة والإسلاميّة وخاصّة الجزائر الكثير من المشاكل، وترك وراءه جروحًا غائرة في صدر هذه الأمة، لكن الكثير من المفكرين المسلمين ودُعاة النهضة سعوا لأجل تضميد هذه الجروح، واستعادة الأمجاد التي فقدناها، ومن بين هؤلاء المفكرين الفيلسوف مالك بن نبي، إذ يأتي بهذا الكتاب الذي يحوي على مقالات يُحدد ويُحلل من خلالها أهم المشكلات والعقبات التي واجهها الجزائريون في طريقهم لنيل حريّتهم من الاستعمار الفرنسي، ثمّ يضع حلولًا لمعالجتها والتخلّص منها، وذلك بتقسيم أُسس التغيير نحو الأفضل إلى ثلاثة أقسام، فالقسم الأول يتحدّث فيه عن المجال الاجتماعي وتأثير الصّراع الفكري والانقطاع بين الأفكار على تقدّم المجتمعات، ويعالج فكرة الإمبريالية والسيطرة، ثم في القسم الثاني يتحدث عن المجال الثقافي، ويغوص في مفهوم الثقافة ودورها المهم في البناء، ويوضح الفرق بين الثقافة والعلم، والثقافة والمظاهر الثقافية، ويدعو إلى ضرورة توحيد صفوف الأمة المسلمة ودحض العنصرية المقيتة بغض النظر عن ماضيهم، ثم في القسم الأخير الذي عنونه ب(نحن والاستعمار) تكلّم عن المخططات التي يكيدها ويمكرها المستعمرون لتفرقة الشعوب الإسلامية وخلق المشاحنات والفوضى بينهم، وأنهم يرصدون كلّ شيء يحاول النهوض بدول العالم الثالث حتى يقفوا في وجهه ويمنعوه.