ينبوع الغواية الفكرية

إن كلّ ما أصاب الأُمّة في العقود الأخيرةِ من أمراض كثيرة فَتَكت بها ومزّقت هويّتها، وسهّلت تفرِقتها إلى أحزاب وجماعات مختلفة، وجَعلَها لُقمةً سائغةً لقوى الشرّ يستفحلون بها متى شاءوا، فلم يترددوا في نشر الانحرافات الفكريّة داخلها، ويجدرُ بنا كمسلمين أن نقف مع أنفسنا وقفةً جادّة نعرفُ من خلالها أدواء الأُمّة، حتّى يسهُلَ علينا مداواتها، واختيار العلاج الأَمثل لكلّ داء، ومما لا شكّ فيه أنّ للعقيدة، والنّصوص الشّرعيّة دورًا بارزًا في إخراج الأُمّة من هذا الحال إلى حالٍ أفضل منه، فهذا الكتابُ يعرضُ رسالةً علميّة للمؤلّف عبدالله العجيري، يوضّح في مقدّمتها بعض النّقاط المهمّة من العوامل والأسباب التي تؤدّي إلى الانحراف، ثمّ يُبيّن كيفيّة التعامل مع النصوص الشّرعيّة العَقَديّة منها والفكرية، وذلك وفق أُسسٍ ضروريّة في الانقياد والتّسليم لها، والذمّ والتّحذير من تحريفها، ثمّ يوضّح ثمانية مزالق ومشاكل يتبنّاها الحداثيون من الليبراليين والعلمانيين وغيرهم اليوم، والتي عملت على هدرِ النصوص الشّرعيّة، وذكر منها مشاكلَ في القراءة، ومشاكلَ في فَهم المقاصد، وتغيّر الأحكام والفتاوى من زمنٍ لآخر، وغيرها، ثمّ يُناقش ويردُّ على كلّ مشكلة على حِدَة بأسلوب منطقيّ ودلائل مُقنعة.